بقلم المهندس/ طارق بدراوى
الخليفة حي من الأحياء القديمة والعريقة بمدينة القاهرة عاصمة مصر ويقع قرب منطقة السيدة زينب وهو يدعى أيضا حى القلعة وذلك بسبب أن قلعة صلاح الدين تطل عليه ويربطة بقلب القاهرة شارع القلعة المؤدى الى العتبة الخضراء وتعود بدايته ونشأته إلى عصر الدولة الفاطمية وقد سمي بهذا الإسم للإشارة إلي الخليفة الفاطمي الموجود بالحكم أيا كان من هو ويعتبر حي الخليفة من أغنى أحياء القاهرة بالآثار التاريخية والدينية والتي تعتبر علامة مميزة للحي وثروة قومية يلزم الحفاظ عليها وتطويرها حيث يوجد فيه مجموعة من المعالم الأثرية مثل قلعة صلاح الدين ومسجد ومدرسة السلطان حسن ومسجد الرفاعي ومسجد شيخون ومسجد أحمد بن طولون وجامع وضريح الإمام الشافعي وجامع الإمام الليثي وجامع الخضيري ومسجد سرغطمش وسبيل أم عباس ومن أشهر شوارعه شارع الألفي وشارع شيخون والحي ذو طبيعة شعبية حاليا حيث لا تزال تحمل حاراته وشوارعه روح المواطن المصري الأصيل بشهامته ورجولته وكل عاداته الحميدة كما تنتشر به العقارات القـديمة ذات التاريخ والطراز البنائي القديم …..
ويقع حى الخليفة في منطقة جنوب القاهرة ويعتبر هو حلقة الوصل بين سكان أحياء البساتين والمعادى وأحياء السيدة زينب ومنطقة وسط البلد وميدان التحرير ويضم حى الخليفة 14 شياخة من أشهرها الإمامين والتونسي والأباجية وعرب يسار والصليبة وشيخون ويحده من الشمال حي الدرب الأحمر ومن الجنوب حي البساتين ودار السلام ومن الشرق طريق الأوتوستراد حتي تقاطعه مع طريق صلاح سالم ويكمل الحد الشرقي له بعد ذلك طريق صلاح سالم ومن الغرب حي السيدة زينب وقد بلغ عدد سكانه في أوائل عام 2016م حوالي 145 ألف نسمة كما يضم حى الخليفة عدد لابأس به من المؤسسات الخدمية منها قسم الخليفة ومبنى السجل المدني الخاص بحى الخليفة ومستشفى الخليفة العام وبه أيضا عدة مراكز رياضية لشباب الحى منها مركز شباب مبارك بالإمامين والتونسي …..
والآن لنستعرض معا أهم وأشهر المعالم الأثرية التاريخية التي تزخر بها منطقة حي الخليفة وهي كثيرة ومتنوعة منها المساجد والأضرحة ومنها الأسبلة ومنها الدور والقصور والتي تم إنشاؤها في عدة عصور بداية من العصر الفاطمي مرورا بالعصرين الأيوبي والمملوكي وإنتهاءا بعصر محمد علي باشا والتي تعتبر كنوز ثمينة تمتلكها مصر مع ملاحظة أننا سنورد البعض من تلك الكنوز حيث لايتسع المقام للحديث عنها كلها وذلك علي النحو التالي :-
— قلعة صلاح الدين الأيوبي وكان السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب هو أول من فكر ببناء القلعة في عام 572 هجرية الموافق عام 1176م حيث قام وزيره بهاء الدين قراقوش الأسدى بهدم المساجد والقبور التي كانت موجودة في مكان بنائها وكان يعرف بإسم قبة الهواء لكى يقوم ببناء القلعة عليها حيث قام العمال بنحت الصخر وحفر خندق صناعي فصل جبل المقطم عن القلعة زيادة في مناعتها وقوتها وأقيمت القلعة بين عام 1176م وعام 1182م ولذلك لم يتم البناء بالكامل في حياة السلطان صلاح الدين الأيوبي وإنما أتمها السلطان الكامل إبن خليفته الملك العادل فكان أول من سكنها هو الملك الكامل وإتخذها دارا للملك وإستمرت كذلك حتي عهد محمد علي باشا وقد حفر صلاح الدين في القلعة بئرا لسقاية الجيش وسكان القلعة إذا منع الماء عنها عند حصارها وهي أعجب ما تم من أعمال لأن البئر محفور في الصخر بعمق حوالي 90 متر من مستوي أرض القلعة وهذا يتطلب جهد كبير في ذلك الوقت وتشرف القلعة على القاهرة من فوق تلال المقطم ومنها يمكن مشاهدة منظر عام للمدينة وتعتبر قلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى فموقعها إستراتيجي من الدرجة الأولى بما يوفره هذا الموقع من أهمية دفاعية لأنه يسيطر على مدينتى القاهرة والفسطاط كما أنه يشكل حاجزا طبيعيا مرتفعا بين المدينتين كما أنه بهذا الموقع يمكن توفير الإتصال بين القلعة والمدينة في حالة الحصار كما أنها سوف تصبح المعقل الأخير للإعتصام بها في حالة إذا ما سقطت المدينة بيد العدو وقد مر بهذه القلعة الشامخة الكثير والعديد من الأحداث التاريخية حيث شهدت أسوارها أحداثا تاريخية مختلفة خلال العصور الأيوبية والمملوكية وزمن الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م وحتى تولى محمد على باشا حكم مصر حيث أعاد لها إزدهارها وعظمتها وأهميتها ورونقها وجدير بالذكر أن داخل أسوار القلعة توجد حاليا عدة منشآت هامة منها قصر الجوهرة الذى شيده محمد علي باشا عام 1814م وحرص علي أن يكون هذا القصر على درجة عالية من الفخامة والأبهة ففيه العديد من القاعات الكبيرة أشهرها قاعة الإستقبال وقاعة الساعات التي تعتَبر أجمل ما في القصر وقد زين القصر بأرقى فنون الزخرفة العثمانية سواء بالخشب أو بألواح الجص ويحفل القصر بالبديع من الألوان والرسوم والنقوش وقد تحول أخيرا إلى متحف للتراث الإسلامي ومنها أيضا مسجد محمد علي باشا وقد بدأ بناؤه عام 1246هجرية الموافق عام 1830م وإنتهي هيكل البناء عام 1265هحرية الموافق عام 1848م وفي عهد عباس باشا الأول تمت أعمال الزخارف والنقوش به وقد بني المسجد علي طراز العمارة التركية العثمانية وبالتحديد على غرار المسجد الأزرق Blue Mosque الكائن في مدينة إسطنبول بتركيا وتخطيطه مربع الشكل طول ضلعه 41 متر تغطيه في الوسط قبة كبيرة قطرها 21 متر وإرتفاعها 52 متر ومحمولة علي 4 عقود كبيرة ترتكز علي 4 أكتاف ضخمة وحول القبة 4 انصاف قباب في كل جهة واحدة منها وتغطي أركان المسجد الأربعة 4 قباب صغيرة عدا نصف قبة آخر يغطي بروز القبلة البارز من الجانب الشرقي للمسجد ويكسو جدران هذا الجانب والأكتاف الأربعة الضخمة كسوة من المرمر تعلوها نقوش ملونة والقبة وأنصاف القباب مزخرفة بزخارف بارزة ومنقوشة ومذهبة وفي الجهة الغربية من المسجد توجد دكة المبلغ عن الإمام وهي محملة علي أعمدة وعقود من المرمر ولها درابزين من البرونز المشغول وفي الركن الجنوب غربي من المسجد يوجد قبر محمد علي باشا تعلوه تركيبة رخامية مدقوق فيها زخارف وكتابات جميلة ويحيط به مقصورة من البرونز المشغول بديعة الشكل تم صنعها في عهد عباس باشا الأول حفيد محمد علي باشا وبجوار المحراب يوجد المنبر الأصلي المصنوع من الخشب المحلي بزخارف مذهبة ويعتبر أعلى المنابر في العالم الإسلامي ومنبر آخر صغير مرمرى أمر الملك فاروق بصنعه عام 1939م ويضاء المسجد بثريات بلورية جميلة الشكل تحيط بها مشكاوات زجاجية منسقة بشكل بديع ورائع ويبلغ عددها 365 مشكاة بعدد أيام السنة الميلادية وملحق بالمسجد صحن خارجي متسع مربع الشكل طول ضلعه 53 متر تتوسطه فسقية الوضوء ويصلها الماء عن طريق بئر مجاورة بعمق 20 متر وبمؤخرة الصحن الخارجي برج من النحاس المزخرف بداخله ساعة دقاقة كان قد أهداها ملك فرنسا لويس فيليب لمحمد علي وقد رد له محمد علي الهدية بأحسن منها حيث أهداه المسلة الفرعونية المتواجدة في أهم ميادين باريس العاصمة الفرنسية وهو ميدان الكونكورد بالقرب من برج إيفل ويقوم علي طرفي الجانب الغربي من المسجد مناراتان رشيقتان شكلهما أسطواني علي الطراز التركي العثماني إرتفاع كل منهما 82 متر وللمسجد 3 أبواب أولهما في منتصف الجانب البحرى للمسجد والثاني في منتصف الجانب القبلي والثالث في منتصف الجانب الغربي والذى يؤدى إلى الصحن والذى تغطي جدرانه كسوة من المرمر ويعتبر المسجد من المزارات السياحية الهامة بالقاهرة والذى يحرص زوارها من الملوك والرؤساء العرب والأجانب وكبار الشخصيات العالمية والسياح علي زيارته ويتم وضعه كمزار أساسي ورئيسي ضمن المزارات السياحية بمدينة القاهرة في جميع برامج شركات السياحة والسفر كما وضعت صورة المسجد علي أوراق العملة المصرية فئة 20 جنيها بصفته من أهم معالم مصر بصفة عامة والقاهرة بصفة خاصة وبالإضافة إلي ماسبق يوجد داخل أسوار القلعة ايضا المتحف الحربي والذى يعد من أكبر وأعظم المتاحف العسكرية في العالم بما يضمه من أقسام ومعروضات تبين وتشرح تاريخ العسكرية المصرية وتاريخ تطور الأسلحة والمعدات بأنواعها المختلفة كما أنه يعد سجلا مكتوبا ومصورا ومجسما للمعارك الحربية الباسلة التي خاضتها مصر على مر العصور وأبلى فيها جيش مصر أحسن البلاء بما يؤكد شجاعة الجندى المصرى وعبقرية قياداته علي مدى التاريخ جيلا بعد جيل منذ أيام الفراعنة وحتي العصر الحديث أى منذ أن ظهر الملك أحمس الأول قاهر الهكسوس والملك رمسيس الثاني قاهر الحيثيين والملك تحتمس الثالث قائد معركة مجدو مرورا بالسلطان صلاح الدين الأيوبي محرر بيت المقدس وقاهر الصليبيين ثم السلطان سيف الدين قطز والسلطان ركن الدين بيبرس قاهرا التتار ثم مع بداية القرن التاسع عشر الميلادى وخلاله ظهر القائد إبراهيم باشا إبن محمد علي باشا والذى يعد أكفأ وابرع قائد عسكرى في وقته ثم قرب نهاية القرن التاسع عشر ظهر محمود سامي البارودي باشا وأحمد عرابي باشا ومع منتصف القرن العشرين الماضي برز وظهر عزيز المصرى باشا والبطل أحمد عبد العزيز بطل حرب فلسطين عام 1948م إلي جانب قادة حرب أكتوبر عام 1973م المشير أحمد إسماعيل علي والفريق سعد الدين الشاذلي وغيرهما والمتحف الحربي تم إنشاؤه عام 1937م في عصر الملك فاروق بمبني وزارة الدفاع القديم بشارع الفلكي بوسط القاهرة وكان صاحب فكرة إنشائه القائمقام أى العقيد عبد الرحمن زكي والذى يعد من أشهر المؤرخين العسكريين في مصر ثم إنتقل المتحف إلى مبني مؤقت بمنطقة جاردن سيتي عام 1938م لحين إعداد المتحف الحالي والذى يشغل الضلع الشمالي الغربي من القلعة والذى يضم القصور الثلاثة المطلة على المقطم والمسماة قصر الحرم وقصر الحطابة وقصر باب المدرج والتي تم بناؤها بأمر من محمد علي عام 1827م وتم الإنتقال إليه رسميا في شهر نوفمبر عام 1949م في عهد الملك فاروق وقد أعيد تجديده في أوائل ثمانينيات القرن العشرين الماضي وتم إفتتاحه يوم 26 يوليو عام 1982م ثم تم تطويره بواسطة هيئة الآثار وتم إفتتاحه مرة أخرى بعد التطوير يوم 26 أبريل عام 1988م ثم أعيد مرة أخرى تجديده وتطويره بالإشتراك مع دولة كوريا الجنوبية وتم إفتتاحه يوم 29 نوفمبر عام 1993م …..
— مسجد ومدرسة السلطان حسن والذي بدأ السلطان الناصر حسن بن محمد بن قلاوون في بنائهما عام 757 هجرية الموافق عام 1356م وهو يعد تحفة معمارية من عصر المماليك ويتضمن أبوابا برونزية مطعمة بالذهب والفضة وألواح من الرخام وأرضيات من الرخام الملون ونافورة كان يخرج منها الشربات في المناسبات الخاصة وتبلغ مساحته 7906 متر مربع وموقعهما مابين القلعة وبركة الفيل وقد إستغرقت عملية البناء 7 سنوات حيث إنتهت عام 1363م وكان السلطان حسن قد مات قبل أن ينتهي البناء بسنتين ولم يدفن في الضريح الموجود بالمسجد بل دفن فيه ولداه الشهاب أحمد وإسماعيل وهذا الأثر الهام يعد من أعظم آثار العمارة اﻹسلامية في مصر وأجلها شأنا فقد جمع بين ضخامة البناء والفن الهندسي المعمارى الرفيع وتبدو فيه مظاهر دقة صناعة البناء وجمال وتنوع الزخارف ودقة أعمال الحفر علي الحجر ودقة وجمال وروعة أعمال الرخام في إيوان القبلة ومحرابيها ومنبر المسجد وبالمسجد صحن مكشوف مساحته 32م × 34.6م وتشرف عليه 4 إيوانات متقابلة ومتعامدة أكبرها إيوان القبلة وتحصر بينها 4 مدارس لتدريس مذاهب اﻹسلام اﻷربعة ويتوسط الصحن قبة معقودة تغطي مكان الوضوء مرتكزة علي 8 أعمدة رخامية ومساحة القبة 21م × 21م وإرتفاعها 48م ومدخل المسجد يمتاز بضخامته وتنوع وجمال زخارفه المحفورة في الحجر وللمسجد مئذنة إرتفاعها 84م وهي أعلي مئذنة في مساجد هذا العصر وإلي يسارها توجد مئذنة أخرى أقل إرتفاعا وكان للمسجد باب نحاسي يعد من اجمل الأبواب المكسوة بالنحاس المشغول علي هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محفورة ومفرغة بزخارف دقيقة وكذلك كان باب المنبر علي نفس الشكل وكان بالمسجد مجموعة كبيرة من الثريات النحاسية الضخمة والمشكاوات الزجاجية التي كانت تستخدم في اضائته ولهذا المسجد أيضأ واجهتان هامتان أولها الواجهة الرئيسية وطولها 150متر وبها شبابيك وتنتهي من أعلى بكورنيش ضخم من المقرنصات متعددة الحطات والتي تبرز حوالي 1.5 متر وهذه الواجهة بها المدخل العظيم الذى يبلغ إرتفاعه 38 متر ويمتاز بزخارفه المتنوعة المحفورة أو الملبسة بالرخام وبمقرنصاته البديعة وبه الباب النحاسي السابق وصفه وثانيها الواجهة المطلة علي ميدان صلاح الدين وتتوسطها قبة المسجد وعن يمينها توجد المئذنة الكبيرة وعن يسارها توجد المئذنة الصغيرة للمسجد ويعد هذا المسجد في وقتنا الحالي من أهم المزارات السياحية الهامة في مدينة القاهرة والتي يقصدها السائحون من جميع الجنسيات العربية والأجنبية للتعرف علي فنون العمارة اﻹسلامية في عصورها المختلفة في مصر ومشاهدة آثار مصر الإسلامية العظيمة التي لاتتواجد في دولة إسلامية أخرى
— مسجد الرفاعي وهو قلعة إسلامية تطـاول مسجد ومدرسة السلطان حسن ويقع أمامهما مباشرة وكـلاهما يظـهر عظمة البنـاء والعمـارة الإسلامية ورغم أن هذا المسجد يعرف بالرفاعى نسبة للشيخ أحمد الرفاعى شيخ الطريقة الصوفية المعروفة بالرفاعية إلا أنه لم يدفن به بل إنه لم يدفن فى مصر كلها غير أن هذه التسمية لازمت الزاوية أولا التي كانت في موقع المسجد ثم المسجد فيما بعد وكان بموقع المسجـد قبل إنشـائه مسجـد فاطمي عـرف بمسـجد الذخـيرة الذي أنشـأه ذخـيرة المـلك جــعـفر متولي الشـرطة ووالى القاهرة ومحتسبها حوالي سـنة 516 هجرية وكان هناك أيضا زاوية عـرفـت بزاوية الرفـاعى إشـتمـلت على قـبور الشيخ على بن أبى طـالب شـباك وهو من ذرية الشيخ أحمد الرفاعي والشـيخ يحـيى الأنصـاري وغيرهما وفى عام 1286 هجرية الموافق عام 1869م أمرت المـرحـومـة خـوشيار هـانم والـدة الخديوي إسماعيل الملقبة بالوالدة باشا بتجـديد زاوية الرفاعـي فإشترت الأمـاكن المـجاورة لها وهدمتها وعهـدت إلى المرحوم حسين باشـا فهمي وكيل الأوقاف ببنـاء مسجد كبير تلحق به مدافن لها ولأسرتها وقبتان للشيخ على بن أبى شـباك والشيخ يحيى الأنصاري وإسـتمر العمل سـائرا في بنائه حتى إرتفع على وجـه الأرض نـحو مترين وفى نفس الوقت كان العمـل ســائرا في أعمال النجـارة والأبسطة اللازمة للمسجد وفى حوالي عام 1298 هجرية الموافق عام 1880م توقف العمل بالمسجد ثم توفيت خوشيار هانم عام 1885م وإستمر التوقف حتى عام 1905م حـيث إستؤنفت العمارة وكملت بمباشرة هوتس باشا مهندس الآثار العربية وقتئذ وفى ختام عام 1329هجرية الموافق عام 1911م تم العمل وإفتتح المسـجد لصـلاة الجمـعة عام 1330هجرية الموافق عام 1912م في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني وقد أراد المهندس حسين فهمي أن يجارى مدرسة السلطان حسن فإمتازت منارته بالرشاقة والجمال وأقيمت على قواعد مستديرة مثل منارتي السلطان حسن كما نجد أن الشبابيك النحـاسية بالواجهات وضـع لها تصـمـيم خاص برسوم جـمـيلة ويقابل الداخـل مـن الباب القبلي الغربي للمسجد حـجـرة طعمت مصاريعها بالســن المدقوق أويمة وحليت أعتابها وما حولها بنقوش مـلونة ومطعمة بالرخام وبهـا قـبر الشيخ على أبى شـباك حفيد الرفاعى الكبير وقد أقيمت فوقها قبة حليت مـقرنصـاتها بالذهــب والألوان وتتوسطها مقصورة خشبية مطعمة بالسـن والأبنوس ولهـا أعمـدة رشـيقة وبها خرط دقيق ويسترعى النظر لهذه القبة أن قطبها مفرغ بأشــكال هندســـية غطـيت بالزجـاج الملون ومكتوب برقبتها تم الفراغ منها عام 1377 هجرية الموافق عام 1909م وقد فتح بأجنابها الأربعة أبواب تـؤدى إلى الجامع حليت أعتابها بالزخــارف الدقيقة وطــعـمـت بالســن والأبنـوس وبين البابين القبليين قبة حجـرية تحتها قبر الشـيخ يحيى الأنصاري وهــى التي تظـهر من الخارج بين المنارتين ويتوسـط الجدار الشرقي المحراب الكبير وقد كسي بالرخام الدقيق الملون كمـا حـلى عـقده وتواشـيحه بمـزارات رخـامـية مـلـونة فـوقـه مـقرنص مـذهب ويقوم عـلى جـانب المحراب مـنبر كـبير طـعـمـت محـاشيه بالسن والأبنوس وخشب الجوز وكرسـي المصـحـف كبير وصناعته مثل صناعة المنبر والجانب البحري من المسجد فيه ستة أبواب منها أربعة توصل إلى المدافن وإثنتان يوصـلان إلى رحبتين بين المدافـن وتبلغ مساحة المسجد الكلية حوالي 6500 متر مربع والمساحة المخصصة للصلاة حوالي 1767متر مربع فقط حيث هناك مساحة كبيرة من المسجد تم تخصيصها للمقابر الملكية منها مقبرة خوشيار هانم وإبنها الخديوى إسماعيل وزوجاته وأبنائه الثلاثة الخديوى توفيق والسلطان حسين كامل والملك فؤاد وحفيديه الخديوى عباس حلمي الثاني والملك فاروق إلي جانب شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوى الذى إستضافه الرئيس الراحل أنور السادات وتوفي في شهر يوليو عام 1980م وليدفن بالمقابر الملكية بمسجد الرفاعي
— مسجد السيدة سكينة وهي الســــيدة آمنة بنت الحسين بن على بن أبي طالب رضــوان الله عليهم أجمعين أمها رباب بنت إمرئ القيس بن عدى بن أوس سيد بني كلب ولدت سنة 47 هجرية وسميت بإسم جدتها أم النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ثم لقبتها أمها بسـكينة وذلك لأن نفوس أهلها وأسرتها كانت تسكن إليها لفرط مرحها وحيويتها وتزوجت من مصعب بن الزبير ثم من عبد الله بن عثمان بن عبد الله ثم من زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان وهي أول من سـنت الندوات وكانت تمتاز بالأدب الرفيع والعلم الغزير والشعر الرقيق وبخصوص الضريح الذي يقـع بحي الخليفة بالقاهرة فقد إختلف المؤرخون في صحة وجودها به وعلى العموم هناك الكثير في مصر مما يعرف بإسم أضرحة الرؤيا والمقصود بذلك أنها أضرحة تخص أحد آل بيت النبي صلي الله عليه وسلم من نسل زوج إبنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها الإمام علي إبن أبي طالب سواء منها أو من غيرها وليس من المؤكد أو أن هناك شك في وجوده بالضريح والمسجد يرجع إلى عهد عبد الرحمن كتخدا عام 1173 هجرية ثم جددته بعد ذلك وزارة الأوقاف المصرية في القرن الثالث عشر الهجري ومكتوب على المنبر أنشئ المنبر في عصر الخديوي عباس حلمي الثاني سنة 1322 هجرية وكذلك على القبلة وعلى المدخل الرئيسي للمسجد
— مسجد السيدة عائشة وهي السيدة عائشة بنت جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام على بن أبي طالب كر م الله وجهه وهى أخت الإمام موسى الكاظم وهى من العابدات القانتات المجاهدات ويؤثر عنها أنها كانت تقرأ مخاطبة الله جل جلاله بقولها وعزتك وجلالك لئن أدخلتني النار لآخذن توحيدي بيدي وأطوف به على أهل النار وأقول وحدته فعذبني وقد توفيت إلى رحمة الله تعالى سنة 145 هجرية وكان على القبر لوح رخامي مكتوب عليه هذا أن هذا القبرللسيدة الشريفة عائشة ومذكور نسبها وظل قبرها مزارا بسيطا حتى القرن السادس الهجري وكان يتكون من حجرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على صفين من المقرنصات أما في العصر الأيوبي فقد أنشئ بجوار القبة مدرسة وعند بناء سور القاهرة فصلت المدرسة عن القبر وفتح في السور باب سمى بباب السيدة عائشة أو باب القرافة وقد أعاد بناء المسجد الأمير عبد الرحمن كتخدا في القرن الثامن عشر الميلادى ويتكون المسجد من مربع يتوسطه صحن وتحيط به الأروقة وعند بناء كوبري السيدة عائشة هدم باب القرافة وقامت السيدة فايدة كامل عضوة مجلس الشعب عن دائرة حي الخليفة حينذاك بتجديد مسجد السيدة عائشة على الصورة الحالية التي أصبح عليها الآن وهى أجمل من الصورة التي كان عليها قي عهد الأمير عبد الرحمن كتخدا
— مسجد السيدة رقية وهى السيدة رقية بنت على بن أبي طالب رضى الله عنه وهو أحد المساجد التي انشئت في العصر العثماني في مصر على يد الأمير عبد الرحمن كتخدا وهو فى الأصل مسجد فاطمى صغير يسمى مسجد الأندلس وبنى فى عهد الخليفه الفاطمى الحافظ لدين الله وبعد ذلك أمرت السيده علم الأمرية وهى إحدى زوجات الخليفة الآمر بأحكام الله عام 533 هجرية ببناء المشهد ولا توجد دلالة إذا كانت السيدة رقية مدفونة بداخله أم لا وقد بنى هذا الضريح على يد السنى ابو تراب حيدرة بن أبي الفتح ويوجد به تابوت خشبي عليه كتابة بالخط الكوفى تفيد بتلك المعلومات ويتكون الضريح من مستطيل يتوسط ضلعه الغربي المدخل وينقسم إلى ثلاثة أقسام والمتوسط توجد به المقبرة وتغطيها قبة ويفصل هذا القسم عن القسمين الآخرين عقدان تقوم كل منهما على عمودين قريبين من الجدران ويتوسط كل قسم محراب مجوف ويعتبر المحراب الرئيسي في مشهد السيدة رقية تحفة فنية رائعة إذ تبلغ سعته ثلاثة أمتار وعرضه 1.20 مترا وارتفاعه 6 أمتار تعلوه طاقية على شكل محارة مفصصة يتوسطها جامة تحتوى على إسم على يحيط به إسم محمد سبع مرات وهذا المشهد من مشاهد الرؤيا وأجمع على ذلك كل المؤرخين
— مسجد الإمام الشافعي رضي الله عنه وهو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عـبد يزيد بن هــاشم بن المطـلب بن عبد مـناف يلتقي مـع الرسول صلى الله عليه وسلم في جده الثالث عبد مناف وولد الإمام الشافعي بغزة عام 150 هجرية يوم أن توفى الإمام أبو حنيفة النعمان وكانت وفاة الإمام الشافعي في يوم جمعة من أيام شهر رجب عام 204 هجرية عن 54 عاما وقد أمر السلطان صــلاح الدين الأيوبي عندما كان سلطانا علي مصر بصنع تابوت خشبي يعتبر آية من آيات زخرفة الخشب ومؤرخ عليه ســنة 574 هجرية خصيصا وتكريما للإمام الراحل ويقول المقـريزى في هذا المقام جاء الإمام الكامل ودفن إبنه بجــوار قبر الإمام الشافعي وبني تلك القبة الكـبيرة على القبر وفى يوم الأحد السـابع من جمـادى الثانية عام 608 هجرية إنتهى بناء قبـة الإمام الشافعي والتي بلغـت تكاليفها خمـسـين ألف دينار ويقول إبن إياس إن السلطان المملوكي قايتباي أمــر بإجراء إصلاحات بضـريـح الإمام الشافعي سنة 885 هجرية تحت إشراف شمس الدين بن الزمـن رئيس أعماله للشئون المعمارية وتاريخ هـذه العمارة مثبت بوزرة القبة ونصـهــا أمر بتجديد هــذه القبة المباركة مـولانا السلطان المـلك الأشرف أبو النصر قايتباي عــز نصــــره وكان الفـــراغ منهـا سنة 885 هجرية من الهـجرة النبوية الشريفة وهناك كتابة أخرى على الحائـط الشمالي الغربي على يمين النافذة على إرتفاع مترين من الأرض تثبت عمـارة الغوري للضريح ويعتقد آن المحراب الصــغير الذي في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد من أعماله ويقول الجبرتي إن على بك الكبير أزال القصدير المغطى لخشب القبة وغير الخـشــب الذي قد تآكل ثم وضـع صـفائح جديدة من القصدير ثم أصلح الزخارف الداخلية بطـلاءات متعددة الألوان أهـمهـا اللون الذهبي وقد دون ذلك على مربع القبة ويقول الجبرتي عند كلامه عن عـبد الرحمن كتخدا إنه بلط ردهة غرفة الإمام الشافعي بالرخام الملون الذي يدخـل إليها بواسطة مـمـر طويل وعريض ومـقـفل بواسـطـة بابين كبيرين وذلك ســنة 1190 هجرية ويوجد بالضــريح ثــلاثة مـقابر الأولى لأم السلطان الكامـل وعليها تابوت من الخــشـب يشبه تابوت الشافعي والثانية للسلطـان الكـامل وحـوله مقـصـورة مطعـمـة بالصدف والثالثة وهى الملاصقة لمقصورة الإمام الشافعي وهى للسـيد محمد بن عــبد الحكم وقد قامت وزارة الأوقاف المصرية ببناء المسجد حول ضريح الإمام الشافعي وذلك في عـهـد خديوي مصـر عبـاس حلمي الثاني ســنة 1322 هجرية وذلك يظهر من الكتابة الكوفية على المنبر
— قصر الأمير طاز وهو أحد القصور التاريخية التي أنشئت خلال عصر المماليك في مصر بحي الخليفة بشارع السيوفية المتفرع من شارع الصليبة وقد أنشأه صاحبه الأمير سيف الدين طاز بن قطغاج أحد الأمراء البارزين في عصر دولة المماليك البحرية والذي بدأ يظهر إسمه خلال حكم عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون مابين عام 1343م وعام 1345م إلى أن أصبح في عهد أخيه الصالح زين الدين حاجى أحد الأمراء ممن بيدهم الحل والعقد في الدولة في ذلك الوقت وتبلغ مساحة القصر الإجمالية أكثر من ثمانية آلاف متر مربع وهو عبارة عن فناء كبير في الوسط خصص كحديقة تتوزع حولها من الجهات الأربع مباني القصر الرئيسية والفرعية وأهمها جناح الحرملك والمقعد أو المبني الرئيسي المخصص للإستقبال واللواحق والتوابع والإسطبل أما الآن فلم يتبق من هذه المباني سوي الواجهتين الرئيسية المطلة علي شارع السيوفية والخلفية المطلة علي حارة الشيخ خليل وهي التي بدأ منها الإنهيار الذى حدث بالقصر والمقعد الذي تم تجديده في عهد علي أغا دار السعادة صاحب السبيل والكتاب الملحقين بالقصر وجزء صغير من قاعات الحرملك فضلا عن القاعات المستحدثة التي إستخدمت كمخازن أو قاعات دراسية في عصور لاحقة والمدخل الرئيسي للقصر عبارة عن كتلة متماسكة تبدأ بممر مستطيل له باب من خلفه وفي نهايته قبو علي جانبيه مدخلان يفتح كل منهما علي فناء مستطيل هو صحن القصر وهذا المدخل يطل علي شارع السيوفية كما يوجد للقصر مدخل فرعي يطل علي حارة الشيخ خليل وصفته الكتابات والوثائق القديمة بأنه باب سر القصر وللقصر قاعة سفلية رئيسية تم ترميمها بالكامل وجدرانها مغطاة بطبقة من الجص الذي يناسب الحجارة التي بنيت بها القاعة في الأصل أما الجزء الخاص بالحرملك فهو يطل علي الفناء أو الحديقة بمجموعة من الشبابيك المصنوعة من الخشب البغدادلي والتي تعد تحفة فنية فريدة وتعلوها ثلاثة شبابيك مستديرة وهي التي تعرف بالقمريات وبالقصر إيوانان أحدهما في الجهة الشمالية والآخر في الجهة الجنوبية والايوان الشمالي مربع يغطيه سقف ذو زخارف هندسية ونباتية كما أن به شريطا كتابيا تبقي منه النص التالي بسم الله الرحمن الرحيم أمر بإنشاء هذا المكان المبارك السعيد من فضل الله الكريم وكل عطائه العميم المقر الأشرف العالي المولوي المخدومي الغازي المجاهدي المرابطي وهي كلها ألقاب خاصة بالأمير طاز كما يتوسط هذه الكتابات رسم لكأس يرمز الي وظيفة الساقي إحدي الوظائف التي تقلدها الأمير طاز كما يوجد المقعد أو صالة الإستقبال الرئيسية وهو من مستويين يربط بينهما سلم وهو في كل من مستوييه عبارة عن مساحة مستطيلة تطل علي الفناء بما يشبه التراس القائم علي ثلاثة أعمدة من الخشب الخرط ويوجد أسفل السقف إزار خشبي يحتوي علي كتابات نسخية للآيات الأولي من سورة الفتح وملحق بهذا المقعد ثلاث قاعات مليئة بالزخارف الهندسية وفي أكتوبر عام 1992م عصفت رياح الزلزال الشهير بالكثير من أركان وأعمدة القصر وفي يوم 10 مارس عام 2002م م إنهار جانب كبير من الجدار الخلفي للقصر والمطل علي حارة ضيقة بها عشرات البيوت المتهالكة ويسكنها مئات الآلاف من المواطنين الذين أصبحت حياتهم جميعا مهددة بالخطر المنتظر بين لحظة وأخرى بعد أن أصبح الإنهيار الكامل للقصر مسألة ساعات لا أكثر وهنا قامت وزارة الثقافة ببدء مشروع ترميم القصر بعد إهماله لفترات طويلة و لكن المهمة كانت صعبة للغاية بسبب تلف أجزاء كثيرة منه وهنا هرول الجميع الي موقع القصر شبه المنهار وفي لحظات بدأ العمل بسرعة خارقة وتمت عملية إنقاذ القصر من الإنهيار ووقف العالم مبهورا وهو يري الحياة تعود إلي القصر الذي تم ترميمه بكفاءة لا يمكن وصفها وبعد أن إعتبرت جميع بيوت الخبرة العالمية القصر منهارا ولاجدوى من ترميمه ولم يكتف المصريون بالانقاذ والترميم ولكن المفاجأة الأكبر كانت في الإكتشافات الأثرية المهمة التي واكبت ذلك وأدت إلي إزاحة الستار عن المزيد من خبايا القصر
— باب العزب وهو أول ما يقابل القادم إلى القلعة من ميدان صلاح الدين وهو باب يتميز ببدنتيه الكبيرتين وهو المعروف قديما بباب السلسلة وباب الإسطبل وقد جدده الأمير رضوان كتخدا الجلفى عام 1160 هجرية الموافق عام 1747م كما أقيم الممر بأبراجه الصغيرة سنة 1868م وهو باب كبير تتمثل فيه عظمة الحصون والداخل منة يقابله مسجد أحمد كتخدا عزبان الذى تم إنشاؤه عام 1109 هجرية الموافق عام 1697م على بقايا مصلى وسبيل الملك المؤيد شيخ المحمودى كما يوجد في القسم الجنوبي بقايا قصر الإبليق بأحجاره الملونة والبرج الذي أنشأه الناصر محمد ابن قلاوون عام 713 هجرية الموافق عام 1313م وفى الجناح الشرقي الشمالي الممر الصخري الذي وقعت فيه مذبحة المماليك الممقوتة عام 1811م التي نفذها محمد علي باشا للتخلص من المماليك الذين كانوا يمثلون عائقا أمام رغبته في الإستئثار بحكم مصر
— منطقة التونسي وهى من أهم مناطق الحي ويحدها شرقا منطقة مقابر الأوتوستراد وجبل المقطم وغربا مقابر الإمام الشافعي ومنطقة الإمام الشافعي وجنوبا مقابر البساتين وأيضا منطقة وحى البساتين ومن الشمال منطقة ومقابر السيدة عائشة رضى الله عنها وتتميز المنطقة بان موقعها يعتبر في وسط القاهرة لانها قريبة من منطقة السيدة زينب رضى الله عنها ومن ثم التحرير الذي هو وسط مدينة القاهرة ويقام سوق كبير بتلك المنطقة في يوم الجمعة من كل أسبوع يسمي سوق الجمعة يتم فيه بيع وشراء كل مايرد علي بالك من السلع والبضائع والإكسسوارات والأدوات والأجهزة المنزلية والأجهزة الكهربائية والأجهزة الصحية والرخام والقيشاني والسيراميك والتليفونات المحمولة وخلافه